أحيقار الحكيم
أحيقار، كان وزيرا آشوريا من الشرق الأقصى القديم ينصب إليه كتاب "حكم أحيقار" المكتوب بحوالي 500 ق.م. بالآرامية والذي عثر عليه في إلفنتين بمصر العليا.
وبحسب القصة المذكورة في هذا الكتاب كان أحيقار وزيرا لكل من أسرحدون ووالده سنحاريب من قبله وقد قام بتبني ابن أخيه ناداب لكي يخلفه غير أن الأخير يتهمه أمام أسرحدون فيسجن أحيقار في انتظار إعدامه غير أنه يخبر المسؤول عن عملية الإعدام كيف أنه خلصه من الموت سابقا فيقوم هذا بقتل أحد السجناء بدلا منه، وهنا تنقطع القصة لفقدان بقيتها، غير أن نسخا أخرى تذكر هربه إلى مصر ومن ثم عودته منتصرا إلى منصبه بعد إثبات إخلاصه لأسرحدون كما تذكر نسخ أخرى لقائه بابنه بالتبني الذي يلقى حتفه بعد ذلك.
تعليمه ووصايا منسوبة إليه
عدلتعتبر تعاليم أحيقار لابن أخته نادان من عيون الحكمة وهي تدل على سعة الأفق وعمق النظرة الفلسفية إلى الحياة وكانت الأقول التي نسبت إليه في حديثه إلى ”نادان“:
- يا بني – إن سمعت كلمة فاتركها تموت بقلبك ولا تبح بها لإنسان لئلا تصبح جمرة في فمك فتكويك، وتضع إثما في نفسك ويغضب الله عليك.
- يا بني – لا تبح بكل ما يصل مسمعك، ولا تقل شيئا عما تراه.
- يا بني – لا تحل عقدة ربطت ولا تعقد عقدة حُلت.
- يا بني – لا ترفع عينيك إلى امرأة متبرجة متكحلة، ولا تشتهيها بقلبك. فإنك إن أعطيتها كل ما ملكت يديك لن تجد فيها خيرا، وتقترف إثما أمام الله.
- يا بني لا تزن بامرأة صاحبك لئلا يزن آخرون بامرأتك.
- يا بني – لا تكن عجولا متسرعا فإنك إذ ذاك تشبه شجرة اللوز التي تزهر قبل كل الأشجار, ويؤكل ثمرها بعد غيرها, بل كن سويا عاقلا كشجرة التوت التي تزهر آخر الأشجار ولكن ثمرها يسبق كل الثمار.
- يا بني – انظر بعينيك إلى أسفل واخفض صوتك وتطلع إلى تحت. فإنه لو كان المرء يستطيع أن يبني بيتا بالصوت العالي المرتفع لكان الحمار يستطيع أن يبنى دارين في يوم واحد. ولو أن القوة الشديدة (وحدها) هي التي تجر المحراث لكان النير لا يفارق كتف الجمل.
- يا بني – إنه لأفضل للمرء أن ينقل الحجارة مع رجل حكيم من أن يشرب خمرا مع جاهل.
- يا بني – اسكب خمرك على قبور الصالحين، فإن هذا أفضل من أن تشربه مع الظالمين.
- يا بني – إنك لن تضل إذا عاشرت حكيما، ومع الضال لن تتعلم الحكمة.
- يا بني – عاشر الحكيم فإنك تصبح حكيما، ولا تعاشر طويل اللسان والمهذار فإنك تعد واحد معهما.
- يا بني – إذا كنت منتعلا دس الشوك برجليك ومهد سبيلا لبنيك وبني بنيك.
- يا بني – يأكل ابن الغني حية فيقول الناس: للشفاء أكلها. ويأكلها الفقير فيقول الناس: من جوعه أكلها.
- يا بني – كل نصيبك, ولا تهزأ بجارك.
- يا بني – حتى الخبز لا تأكله مع قليل الحياء.
- يا بني – لا تغتم لخير يناله مبغضك، ولا تفرح لشر يصيبه.
- يا بني – لا تقرب امرأة وشواشة، ولا امرأة صخابة.
- يا بني – لا يغرنك جمال المرأة, ولا تشتهيها بقلبك، لأن جمال المرأة علمها وزينتها حلاوة كلامها.
- يا بني – إذا جابهك عدوك بالشر جابهه أنت بالحكمة.
- يا بني – إن الأثيم يقع لا ينهض، أما المستقيم فلا يتزعزع، لأن الله معه.
- يا بني – لا تضن على ابنك بالتأديب (بالضرب) لأن ضرب الولد كالزبل للحديقة، وكالرسن للحمار، أو لأي حيوان آخر، وكالقيد في رجل الحمار.
- يا بني – اخضع ابنك وهو بعد طفل قبل أن يفوقك قوة وشدة, فيتمرد عليك وتخجل من كل أعمال السوء التي يعملها.
- يا بني – اقتن ثورا يربض, وحمارا ذا حوافر. ولا تقتن عبدا هاربا ولا أمة سرَّاقة كي لا يضيعا عليك ما تملكه في يدك.
- يا بني – إن كلام الكذاب كعصافير السمينة، ومن ليس فيه حكمة يأكلها.
- يا بني – لا تجلب عليك لعنة أبيك وأمك وإلا فإنك لن تفرح بنعمة بنيك.
- يا بني – لا تسر في الطريق بدون سلاح فإنك لست تدري متى يلقاك عدوك.
- يا بني – كما أن الشجرة تزهر بأغصانها وبثمرها، وكما يزهو الجبل بغاباته، هكذا يزهو الرجل بزوجته وأولاده. ومن ليس له زوجة ولا إخوة ولا بنون محتقر ومرذول عند أعدائه. إنه يشبه شجرة على جانب الطريق، كل عابر يقتطف منها، وكل حيوان البر يأكل من ورقها.
- يا بني – لا تقل سيدي جاهل ومغفل وأنا عاقل وحكيم. بل أمسكه متلبسا بأخطائه تنل رحمة ورضا (منه).
- يا بني – لا تحسب نفسك حكيما عاقلا إذا لم يحسبك الناس حكيما عاقلا.
- يا بني – لا تكذب أمام سيدك كي لا تحتقر ويقول إليك عني.
- يا بي – ليكن كلامك صادقا ليقول لك سيدك: اقترب مني فتحيا.
- يا بني – في يوم مصيبتك وبؤسك لا تشتم ربك فإنه إذا سمعك يغضب عليك.
- يا بني – لا تعامل عبدا من عبيدك أحسن من معاملتك لصاحبه، فإنك لست تدري أيهما ستحتاج إليه آخر الأمر.
- يا بني – إرم حجارة على الكلب الذي يترك صاحبه ويجري خلفك.
- يا بني – إن القطيع الذي يسلك مسالك عديدة يصبح فريسة (نصيب) الذئاب.
- يا بني – اقض في شبابك قضاء عادلا كي تنال وقارا في شيبتك.
- يا بني – حل سنك وأكسب فمك طعما حلوا، فإن ذنب الكلب يُطعمه خبزا و(فتح) فمه يُكسبه رجما.
- يا بني – لا تدع صاحبك يدوس على رجلك، لئلا يدوس رقبتك.
- يا بني – اصفع (العاقل) بكلمة حكيمة فإنها تكون في قلبه كالحمى في الصيف, وإن صفعت الجاهل صفعات كثيرة فإنه لا يفهم.
- يا بني – ارسل (رسولا) حكيما ولا تُوصِه، وإن كنت لترسل جاهلا فالأفضل أن تذهب أنت بنفسك.
- يا بني – امتحن ابنك بالخبز والماء، وعندها ضع بين يديه (أوسلِّم إليه) ممتلكاتك وثروتك.
- يا بني – كن أول من يقوم عن الوليمة ولا تستمر لتناول الدهائن اللذيذة ولا تستمر في شرب اللذائذ الساخنة كي لا تصاب بجراح في رأسك.
- يا بني – من كانت يده ملآنة سماه الناس حكيما ووقورا، ومن كانت يده فارغة سماه الناس مذنبا وسافلا.
- يا بني – لقد حملت الملح ونقلت الرصاص، ولكني لم أر أثقل من وفاء المرء لدَيْن مستحق لم يقترضه.
- يا بني – حملت الحديد ونقلت الصخور فلم أجدها ثقيلة كثقل الرجل الذي يسكن في بيت حميه.
- يا بني – علّم ابنك الجوع والعطش حتى يدبر بيته كما ترى عيناه.
- يا بني – (رأيت) أعمى العينين أفضل من أعمى القلب، فإن أعمى العينين يتعلم سريعا طريقه فيسلكه, وأما أعمى القلب فإنه يترك الطريق المستقيم ويهيم في الصحراء فيضل.
- يا بني – إن صاحبك القريب خير من أخيك البعيد، والصيت الحسن خير من الجمال الوافر, لأن الصيت الحسن يدوم إلى الأبد وأمَّا الجمال فيبلى ويزول.
- يا بني – إن الموت لمن لا راحة له خير من الحياة، وصوت العويل والندب في أذني الجاهل خير من صوت المزمار وأهازيج الفرح.
- يا بني – إن الكراع في يدك لأفضل من الفخذ في قدر غيرك. وشاة قريبة خير من ثور بعيد، وعصفور واحد في يدك خير من ألف عصفور طائر، وفقر مرفوق بتوفير أفضل من غنى يبذر، وثوب من صوف تلبسه أفضل من الحرير والخز على الآخرين.
- يا بني – احفظ الكلام في قلبك أفضل لك. فإنك عندما تفضي بما في صدرك تخسر صديقك.
- يا بني – لا تخرج كلمة من فمك قبل أن تستشير عقلك (حرفيا قلبك) فإنه خير للرجل أن يعثر في قلبه من أن يعثر في لسانه.
- يا بني – إن سمعت كلمة سوء فادفنها في الأرض على عمق سبعة أذرع.
- يا بني – جانب قوما يتخاصمون فإن الخصام قد يؤدي إلى قتل.
- يا بني – كل من لا يقضي قضاء عادلا يغضب الرب.
- يا بني – ابتعد عن صديق أبيك كى لا يقترب منك صديقك.
- يا بني – لا تدخل (حرفيا: لا تنزل) إلى حديقة العظماء. ولا تقترب من بنات العظماء.
- يا بني – اعن صاحبك ضد السلطان لتتمكن من أن تعينه ضد الأسد.
- يا بني – لا تفرح لموت عدوك.
- يا بني – عندما تري رجلا أشد منك بطشا قم من أمام وجهه.
- يا بني – عتدما يقف الماء دون أرض (تسنده) وعندما يطير الطائر بدون جناح، وعندما يبيض الغراب، وعندما يحلو المر كالعسل (عندما تحدث هذه الأمور جميعها) يصبح الأحمق حكيما.
- يا بني – إذا صرت كاهنا لله فاحترس. ادخل إلى حضرته بطهارة ونقاء ولا تنصرف من أمام وجهه.
- يا بني – احترم الرجل الذي باركه الرب وأحسن إليه.
- يا بني – لا تخاصم رجلا في أوج عزه (حرفيا: في يومه) ولا تقف ضد نهر في طغيانه.
- يا بني – إن عين الإنسان كنبع ماء، لا تشبع من المال حتى تمتلئ ترابا.
- يا بني – إذا أردت أن تكون حكيما فاكفف لسانك عن الكذب ويدك عن السرقة، بذلك تصبح حكيما.
- يا بني – لا تتدخل في أمر زواج امرأة فإنه إذا ابتأست (في زواجها) لعنتك، وإذا نجحت وسرّت فإنها لا تذكرك.
- يا بني – من طيب الملبس (تجده) طيبا في حديثه، والرجل الذي لا يهتم بملبسه لا يهتم بحديثه.
- يا بني – إذا وجدت لقية أمام صنم فقدم للصنم نصيبا من لقيتك.
- يا بني – إن اليد التي شبعت بعد جود لا تجود, وكذلك اليد التي جاعت بعد شبع.
- يا بني – لا ترتفع عيناك إلى امرأة جميلة، ولا تزن إلى جمال ليس لك، لأن كثيرين أهلكهم جمال المرأة وحبها كنار متقدة.
- يا بني – إنه خير لك أن يضربك العاقل ضربات عديدة من أن يعطر جسمك الجاهل بالعطر.
- يا بني – لا تركض رجلك وراء صاحبك، ولا تدعه يشبع منك فيبغضك.
- يا بني – لا تضع أسوارا ذهبية في يدك وأنت معدم لئلا يسخر منك الجاهل.
- يا بني، لا تكن ثرثاراً، ولا تنطق بكلمة قبل أن تفكر بها، لأن لكل مكان آذاناً. راقب فمك لئلا يكون سبب هلاكك. ما تسمعه أقفل عليه صدرك، لأن الكلمة كالطائر إذا أفلت من القفص فمن العسر الإمساك به ثانية.
- فخّ الفم أشدّ خطراً من فخ الحرب.
- لقد ذقتُ مر الحنظل ولكني لم أجد أمرّ من الفقر.
- الإناء الصحيح يحفظ ما فيه، وأما المكسور فيسيل منه ما فيه.
- لا تكن حلواً فيبتلعك الناس ولا تكن مرّاً فيمجّك الناس.
- إذا أردت أن ترفع من شأنك، تواضع أمام الله الذي يذل المتكبر ويرفع المتواضع.
- الجوع يجعل من المرّ حلواً.