لذكراك هو كتابٌ من تأليف الأديب الفلسطينيّ، خليل السكاكيني، والذي صُدر في 1940. ويتضمنُ الكتاب مجموعةً من القصص والخواطر التي أهداها الكاتب إلى زوجتهِ الراحلة [1]

مقتبسات من الكتابِ

عدل


  «تذكَّرت أيَّامَ السعادةِ علّها وقلت لقد كُنَّا وكُنَّا، فزادني

تُخفَّف من حزني وتشفي حَزازتي أسًى والتياعًا ذكرُ تلك السعادةِ»  


[2]


  «فحاولتُ أن أنسى، فلم تُجدِ حيلتي ولكن يكنِ النسيانُ طوعَ إرادتي

تجلَّدتُ، لكن لم يُفِدني تجلُّدي شكَوتُ، ولكن لم تُفِدني شِكايتي»  


[2]


  «لقد كنتِ، يا أمَّ سريٍّ، سلطانة الجمال في كل عمرك

لم يزدحم الفتيان على طلب يد فتاةٍ كما ازدحموا على طلب يدك، وكاد ازدحامهم يؤدِّي إلى القتال.

لو عشتِ، يا أمَّ سريٍّ، لذكرنا كل ذلك بالخير

أَمَّا وقد فارقتِنا فكل الذكرَيات، حتى ذكريات أيام السعادة تمزق القلوب، وتستوكف الدموع!»  


[3]


  «آهِ! واشوقي إلى سلطانتي، زينِ النساء!

آه! واشوقي إلى طَلعَتِها ذاتِ البهاء»  


[4]


  «كنتِ يا أُمَّ سريًّ، نجمتي ذاتَ السَّناء

كنتِ إن أُظلمت الدنيا، وعزَّ الاهتداء

تُرسلين النورَ يَهديني إلى سُبلِ العَلاء»  


[5]


  «يهتاجني الشوق، فأتجلَّد، ولا أنبِس بكلمة.

يثور بي الحزن فأتجلَّد، ولا أنبس بكلمة.

أَراجع أيامنا الماضية من أولها إلى آخرها، فأتجلَّد، ولا أنبس بكلمة.

أذكر أيام مرضك في ليلك ونهارك، فأتجلَّد، ولا أنبس بكلمة.

يجفُّ ريقي، وتتردَّد الغصَّة في صدري، فأتجلَّد، ولا أنبس بكلمة.

آرق في ليلي، وتمر الساعة تِلْوَ الساعة وأنا أَتململ على فراشي، فأتجلَّد، ولا أنبس

بكلمة.»  


[6]


  «لك الويلُ يا سنتي الماضيَة! لكِ الويلُ من سنةٍ جانيَة!

لقد كنتِ، مُذ كُنتِ بين السنين، على بَيتِي الضَّربَة القاضيه»  


[7]


  «يظهر أَن الحزن قديم، فما من لغةٍ إلا فيها من ألفاظ الحزن والبكاء شيءٌ كثير. ولعلَّ

اللغةَ العربيةَ أغنى اللغات في هذا الباب. وليس الحزن والبكاء ضعفًا، بل أَعتقد أن الأمة

التي لها قلوب ولا تتأثر لَهِيَ أمُة ضعيفة قليلة الحَيوِيَة، وليس هذا التجلُّد الذي نتكلَّفُهُ

تكلفًا إلا وسيلة إلى قتل الحيوية هذه، وإذا فقدت الأمة حيويتها فأَيُّ فرقٍ بينها وبين

الجماد؟»  


[8]
  «الجمال عندي نوعان: جمال شائع وجمال نادر. وقد كنتِ من ذوات الجمال النادر جملةً وتفصيلاً، ولو كنتِ في زمان اليونان القدماء لجعلوكِ في مكان (أفروديت)، وكأنِّي عملتُ حين اخترتكِ بوصية (نيتشه) الفيلسوف الأماني، وهي (تزوَّج أجمل فتاة)»  


[9]


  «لقد ملأتِْ يا أمَّ سريٍّ حياتي كلَّها. كنتُ أظن إذا مات الواحد خلا مكانُه فإذا أنتِ مِلءُ الوجود: لا أروح ولا أجيء، لا أقُيم ولا أسُافر إلا رأيتُكِ، فكأنك موجودةٌ في كل مكان. كنتُ أَظن أن للحياة أولًا وآخرًا، فإذا أنت ملءُ الزَّمان: إذا رجعتُ في الزمانِ إلى الوراء، أو ذهبت فيه إلى الأمام فأنتِ معي. لا يحتويكِ مكان دون آخر، ولا زمان دون آخر. أنتِ ملءُ المكان والزمان.»  


[10]

  1. لذكراك. خليل السكاكيني. 2014 https://www.hindawi.org/books/79594286/
  2. 2٫0 2٫1 السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص7
  3. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص13
  4. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص14
  5. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص15
  6. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص16
  7. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص18
  8. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص20
  9. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص21
  10. السكاكيني، خليل. لذكراك. مؤسسة هنداوي، 2014. ص37